الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ المهندس صلاح الدين طه منزهي
مقالات نصية

إصلاح ذات البين

إصلاح ذات البين

تحفة الأحوذي – (ج 5 / ص 166)

قال في المجمع : ذات الشيء نفسه وحقيقته ، والمراد ما أضيف إليه ، ومنه إصلاح ذات البين أي إصلاح أحوال بينكم حتى يكون أحوال ألفة ومحبة واتفاق كعليم بذات الصدور أي بمضمراتها ، لما كانت الأحوال ملابسة للبين قيل لها ذات البين ، وإصلاحها سبب الاعتصام بحبل الله وعدم التفرق بين المسلمين فهو درجة فوق درجة من اشتغل بخويصة نفسه بالصيام والصلاة فرضا ونفلا انتهى .

***

2433 – عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ قَالُوا بَلَى قَالَ صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَيُرْوَى عَنْ النَّبِيِّ r أَنَّهُ قَالَ هِيَ الْحَالِقَةُ لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ  سنن الترمذي – (ج 9 / ص 49)0 وأخرجه أحمد وأبو داود وابن حبان في صحيحه

تحفة الأحوذي – (ج 6 / ص 301)

2433 – قوله : ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ) قال الأشرف : المراد بهذه المذكورات النوافل دون الفرائض . قال القاري : والله أعلم بالمراد إذ قد يتصور أن يكون الإصلاح في فساد يتفرع عليه سفك الدماء ونهب الأموال وهتك الحرم أفضل من فرائض هذه العبادات القاصرة مع إمكان قضائها على فرض تركها فهي من حقوق الله التي هي أهون عنده سبحانه من حقوق العباد فإذا كان كذلك فيصح أن يقال هذا الجنس من العمل أفضل من هذا الجنس لكون بعض أفراده أفضل كالبشر خير من الملك ، والرجل خير من المرأة

( قال صلاح ذات البين ) وفي رواية أبي داود إصلاح ذات البين . قال الطيبي : أي أحوال بينكم يعني ما بينكم من الأحوال ألفة ومحبة واتفاق كقوله تعالى : { والله عليم بذات الصدور } وهي مضمراتها . ولما كانت الأحوال ملابسة للبين قيل لها ذات البين كقولهم : اسقني ذا إناءك يريدون ما في الإناء من الشراب كذا في الكشاف في قوله تعالى : { وأصلحوا ذات بينكم }

( فإن فساد ذات البين هي الحالقة ) قال في النهاية : الحالقة الخصلة التي من شأنها أن تحلق أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموسى الشعر ، وقيل هي قطيعة الرحم والتظالم . قال الطيبي : فيه حث وترغيب في إصلاح ذات البين واجتناب عن الإفساد فيها ؛ لأن الإصلاح سبب للاعتصام بحبل الله وعدم التفرق بين المسلمين ، وفساد ذات البين ثلمة في الدين ، فمن تعاطى إصلاحها ورفع فسادها نال درجة فوق ما يناله الصائم القائم المشتغل بخويصة نفسه . فعلى هذا ينبغي أن يحمل الصلاة والصيام على الإطلاق ، والحالقة على ما يحتاج إليه أمر الدين انتهى .

***

3236 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ 0 صحيح مسلم – (ج 9 / ص 109)

المسند الجامع – (ج 21 / ص 186)

6760- عن محمد بن كعب القرظي قال عهدت عمر بن عبد العزيز رحمه الله وهو علينا عامل بالمدينة وهو شاب غليظ البضعة ممتلىء الجسم فلما استخلف وقاسى من العمل والهم ما قاسى تغيرت حاله فجعلت أنظر إليه لا أكاد تنظره إلي من قبل قال قلت يعجبني قال وما عجبك قال لما حال من لونك ونفى من شعرك ونحل من جسمك قال فكيف لو رأيتني بعد ثالثة حين تسيل حدقتاي على وجنتي ويسيل منخراي وفمي صديدا ودودا كنت أشد نكرة أعد علي حديثا كنت حدثتنيه عن بن عباس قال قلت حدثني ابن عباس ورفع ذلك إلى النبي r قال : إن لكل شيء شرفا وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة.

وإنما يجالس بالأمانة.

ولا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث.

واقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في صلاتكم.

ولا تستروا الجدر بالثياب.

ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار.

ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله ومن أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده.

ألا أنبئكم بشراركم قالوا بلى يا رسول الله قال من نزل وحده ومنع رفده وجلد عبده قال أفأنبئكم بشر من هذا قالوا بلى يا رسول الله قال من لم يقل عثرة ولم يقبل معذرة ولم يغفر ذنبا قال أفأنبئكم بشر من هذا قالوا بلى يا رسول الله قال من لم يرج خيره ولم يؤمن شره.

إن عيسى بن مريم قام في قومه فقال : يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجاهل فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم.

ولا تظلموا ولا تكافئوا ظالما يظلم فيبطل فضلكم عند ربكم.

يا بني إسرائيل الأمر ثلاثة أمر تبين رشده فاتبعه وأمر تبين فيه فاجتنبه وأمر اختلف فيه فكله إلى عالمه.

– وفي رواية : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ r أَنْ يُصَلَّى خَلْفَ الْمُتَحَدِّثِ وَالنَّائِمِ.

المعجم الكبير للطبراني – (ج 9 / ص 194)

10623 – عَنْ مُحَمَّدِ بن كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ r :إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ: إِنَّمَا الأُمُورُ ثَلاثَةُ: أَمْرٌ يَتَبَيَّنُ لَكَ رُشْدُهُ فَاتَّبِعْهُ، وَأَمْرٌ يَتَبَيَّنُ لَكَ غَيُّهُ فَاجْتَنِبْهُ، وَأَمْرٌ اخْتُلِفَ فِيهِ فَرُدَّهُ إِلَى عَالِمِهِ.

10624 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ r عَلَى الْمِنْبَرِ:أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟قَالُوا: بَلَى، إِنْ شِئْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:فَإِنَّ شِرَارَكُمُ الَّذِي يَنْزِلُ وَحْدَهُ، وَيَجْلِدُ عَبْدَهُ، وَيَمْنَعُ رِفْدَهُ، قَالَ:أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمْ؟قَالُوا: بَلَى إِنْ شِئْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:مَنْ يُبْغِضُ النَّاسَ وَيُبْغُضُونَهُ، قَالَ: أَوَ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمْ؟قَالُوا: بَلَى إِنْ شِئْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:الَّذِينَ لا يَقْبَلُونَ عَثْرَةً، وَلا يَقْبَلُونَ مَعْذِرَةً، وَلا يَغْفِرُونَ ذَنْبًا، قَالَ: أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ؟قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:مَنْ لا يُرْجَى خَيْرُهُ، وَلا يُؤْمَنُ شَرُّهُ.قالالألباني ضعيف جدا

عون المعبود – (ج 10 / ص 448)

4273 –  ( قال إصلاح ذات البين ) : أي أحوال بينكم يعني ما بينكم من الأحوال ألفة ومحبة كقوله تعالى { والله عليم بذات الصدور } : وهي مضمراتها . وقيل : المراد بذات البين المخاصمة والمهاجرة بين اثنين بحيث يحصل بينهما بين أي فرقة ، والبين من الأضداد الوصل والفرق 0

( وفساد ذات البين الحالقة ) : أي هي الخصلة التي من شأنها أن تحلق الدين وتستأصله كما يستأصل الموسى الشعر . وفي الحديث حث وترغيب في إصلاح ذات البين واجتناب عن الإفساد فيها ، لأن الإصلاح سبب للاعتصام بحبل الله وعدم التفرق بين المسلمين ، وفساد ذات البين ثلمة في الدين فمن تعاطى إصلاحها ورفع فسادها نال درجة فوق ما يناله الصائم القائم المشتغل بخويصة نفسه .

سنن أبي داود – (ج 13 / ص 80)

4275 – عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ قَالَتْ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنْ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r يَقُولُ لَا أَعُدُّهُ كَاذِبًا الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يَقُولُ الْقَوْلَ وَلَا يُرِيدُ بِهِ إِلَّا الْإِصْلَاحَ وَالرَّجُلُ يَقُولُ فِي الْحَرْبِ وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا 0

عون المعبود – (ج 10 / ص 450)

 ( والرجل يقول في الحرب ) : قيل الكذب في الحرب كأن يقول في جيش المسلمين كثرة وجاءهم مدد كثير ، أو يقول انظر إلى خلفك فإن فلانا قد أتاك من ورائك ليضربك . وقال الخطابي : الكذب في الحرب أن يظهر من نفسه قوة ويتحدث بما يقوي به أصحابه ويكيد به عدوه

( والرجل يحدث إلخ ) : أي فيما يتعلق بأمر المعاشرة وحصول الألفة بينهما .

 قال الخطابي : كذب الرجل زوجته أن يعدها ويمنيها ويظهر لها من المحبة أكثر مما في نفسه يستديم بذلك صحبتها ويصلح به خلقها . قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي مختصرا ومطولا .

مسند عبد بن حميد – (ج 1 / ص 373)

337 – حدثنا يعلى ، حدثنا الأفريقي ، عن رجل ، عن عبد الله بن يزيد ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله r : « إن أفضل الصدقة إصلاح ذات البين [ ذات البين : الصلات والأحوال التي تكون بين الناس والتي تقوم على صلاحها المودة بينهم وبفسادها يكون البغض والكره ] .

مداراة الناس – (ج 1 / ص 159) لابن أبي الدنيا

149 – ، عن أبي إدريس الخولاني ، أنه سمع أبا الدرداء ، يقول : « ألا أخبركم بخير من الصدقة والصيام ؟ إصلاح ذات البين وإياكم والبغضة ، فإنها هي الحالقة »

151 – ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : « من أصلح بين قوم فهو كالمجاهد في سبيل الله »

****

اسْتِحْبَابِ الْعَفْوِ وَالتَّوَاضُعِ

صحيح مسلم – (ج 12 / ص 474)

4689 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ 0

شرح النووي على مسلم – (ج 8 / ص 399)

4689 – قوله r : ( ما نقصت صدقة من مال ) ذكروا فيه وجهين : أحدهما معناه أنه يبارك فيه ، ويدفع عنه المضرات ، فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفية ، وهذا مدرك بالحس والعادة . والثاني أنه وإن نقصت صورته كان في الثواب المرتب عليه جبر لنقصه ، وزيادة إلى أضعاف كثيرة .

قوله r : ( وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ) فيه أيضا وجهان : أحدهما أنه على ظاهره ، وأن من عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب ، وزاد عزه وإكرامه . والثاني أن المراد أجره في الآخرة وعزه هناك .

قوله r : ( وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) . فيه أيضا وجهان : أحدهما يرفعه في الدنيا ، ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة ، ويرفعه الله عند الناس ، ويجل مكانه . والثاني أن المراد ثوابه في الآخرة ، ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا . قال العلماء : وهذه الأوجه في الألفاظ الثلاثة موجودة في العادة معروفة ، وقد يكون المراد الوجهين معا في جميعها في الدنيا والآخرة . والله أعلم .

سنن الترمذي – (ج 5 / ص 271)

1313 – حَدَّثَنَا أَبُو السَّفَرِ قَالَ دَقَّ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ سِنَّ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لِمُعَاوِيَةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذَا دَقَّ سِنِّي قَالَ مُعَاوِيَةُ إِنَّا سَنُرْضِيكَ وَأَلَحَّ الْآخَرُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَبْرَمَهُ فَلَمْ يُرْضِهِ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ شَأْنَكَ بِصَاحِبِكَ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ جَالِسٌ عِنْدَهُ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي يَقُولُ مَا مِنْ رَجُلٍ يُصَابُ بِشَيْءٍ فِي جَسَدِهِ فَيَتَصَدَّقُ بِهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهِ دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ بِهِ خَطِيئَةً

قَالَ الْأَنْصَارِيُّ أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي قَالَ فَإِنِّي أَذَرُهَا لَهُ قَالَ مُعَاوِيَةُ لَا جَرَمَ لَا أُخَيِّبُكَ فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ 0

صحيح ابن حبان – (ج 2 / ص 468)

488 – أبي بن كعب ، قال : لما كان يوم أحد ، أصيب من الأنصار أربعة وسبعون ، ومنهم ستة فيهم حمزة ، فمثلوا بهم فقالت الأنصار : لئن أصبنا منهم يوما لنربين عليهم ، فلما كان يوم فتح مكة ، أنزل الله : ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين (النحل آية رقم : 126) ، فقال رجل : لا قريش بعد اليوم ، فقال رسول الله r  : « كفوا عن القوم غير أربعة » 0

صحيح ابن حبان – (ج 2 / ص 470)

489 – عن عائشة ، قالت : « ما رأيت رسول الله r ، ضرب خادما قط ، ولا ضرب امرأة له قط ، ولا ضرب بيده شيئا قط ، إلا أن يجاهد في سبيل الله ، ولا نيل منه شيء قط ، فينتقمه من صاحبه إلا أن يكون لله فإن كان لله ، انتقم له ، ولا عرض له أمران ، إلا أخذ بالذي هو أيسر ، حتى يكون إثما ، فإذا كان إثما كان أبعد الناس منه » 0

إصلاح المال لابن أبي الدنيا :   (ج 1 / ص 412)

397 – سعيد بن سويد ، من حرس عمر بن عبد العزيز قال : صلى بنا عمر بن عبد العزيز الجمعة ، ثم جلس ، وعليه قميص مرقوع الجيب من بين يديه ومن خلفه . فقال له رجل : يا أمير المؤمنين ، إن الله عز وجل قد أعطاك فلو لبست . فنكس مليا ، ثم رفع رأسه ، فقال : « إن أفضل القصد عند الجدة ، وأفضل العفو عند المقدرة » .

إحياء علوم الدين – (ج 2 / ص 31)

الحق الخامس من حقوق الأخوة

العفو عن الزلات والهفوات : وهفوة الصديق لا تخلو إما أن تكون في دينه بارتكاب معصية أو في حقك بتقصيره في الأخوة. أما ما يكون في الدين من ارتكاب معصية والإصرار عليها فعليك التلطف في نصحه بما يقوم أوده ويجمع شمله ويعيد إلى الصلاح والورع حاله. فإن لم تقدر وبقي مصراً فقد اختلفت طرق الصحابة والتابعين في إدامة حق مودته أو مقاطعته. فذهب أبو ذر رضي الله عنه إلى الانقطاع وقال: إذا انقلب أخوك عما كان عليه فأبغضه من حيث أحببته، ورأى ذلك من مقتضى الحب في الله والبغض في الله. وأما أبو الدرداء وجماعة من الصحابة فذهبوا إلى خلافه؛ فقال أبو الدرداء: إذا تغير أخوك وحال عما كان عليه فلا تدعه لأجل ذلك فإن أخاك يعوج مرة ويستقيم أخرى. وقال إبراهيم النخعي: لا تقطع أخاك ولا تهجره عند الذنب بذنبه فإن يرتكبه اليوم ويتركه غداً. وقال أيضاً: لا تحدثوا الناس بزلة العالم فإن العالم يزل الزلة ثم يتركها. وفي الخبر: ” اتقوا زلة العالم ولا تقطعوه وانتظروا فيئته ” .

يقول الغزالي : فهذه طريقة قوم وهي ألطف وأفقه من طريقة أبي ذر t ، وطريقته أحسن وأسلم.

إحياء علوم الدين – (ج 2 / ص 370)

فضيلة العفو والإحسان :  قال يزيد بن ميسرة: إن ظللت تدعو على من ظلمك فإن الله تعالى يقول إن آخر يدعو عليك بأنك ظلمته فإن شئت استجبنا لك وأجبنا عليك وإن شئت أخرتكما إلى يوم القيامة فيسعكما عفوي وقال مسلم بن يسار لرجل دعا على ظالمه: كل الظالم إلى ظلمه فإنه أسرع إليه من دعائك عليه غلا أن يتداركه بعمل وقمن أن لا يفعل. وعن ابن عمر عن أبي بكر أنه قال: بلغنا أن الله تعالى يأمر منادياً يوم القيامة فينادي من كان له عند الله شيء فليقم فيقوم أهل العفو، فيكافئهم الله بما كان من عفوهم عن الناس.

إحياء علوم الدين – (ج 2 / ص 373)

وجلس ابن مسعود في السوق يبتاع طعاماً فابتاع ثم طلب الدراهم وكانت في عمامته فوجدها قد حلت فقال لقد جلست وإنها لمعي، فجعلوا يدعون على من أخذها ويقولون: اللهم اقطع يد السارق الذي أخذها اللهم افعل به كذا، فقال عبد الله: اللهم إن كان حمله على أخذها [ الفقر والحاجة ]  فبارك له فيها وإن كان حملته جراءة على الذنب فاجعله آخر ذنوبه. تفسير القرطبي – (ج 16 / ص 39)

قال ابن العربي: ذكر الله الانتصار في البغي في معرض المدح، وذكر العفو عن الجرم في موضع آخر في معرض المدح، فاحتمل أن يكون أحدهما رافعا للاخر، واحتمل أن يكون ذلك راجعا إلى حالتين، إحداهما أن يكون الباغي معلنا بالفجور، وقحا في الجمهور، مؤذيا للصغير والكبير، فيكون الانتقام منه أفضل.

وفي مثله قال إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون أن يذلوا أنفسهم فتجترئ عليهم الفساق.

الثانية – أن تكون الفلتة، أو يقع ذلك ممن يعترف بالزلة ويسأل المغفرة، فالعفو ها هنا أفضل، وفي مثله نزلت ” وأن تعفوا أقرب للتقوى ” [ البقرة: 237 ]. وقوله: ” فمن تصدق به فهو كفارة له ” [ المائدة: 45 ]. وقوله: ” وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم “.  [ النور: 22 ]

قلت: هذا حسن، وهكذا ذكر الكيا الطبري في أحكامه قال: قوله تعالى: ” والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ” يدل ظاهره على أن الانتصار في هذا الموضع أفضل، ألا ترى أنه قرنه إلى ذكر الاستجابة لله سبحانه وتعالى وإقام الصلاة، وهو محمول على ما ذكر إبراهيم النخعي أنهم كانوا يكرهون للمؤمنين أن يذلوا أنفسهم فتجترئ عليهم الفساق، فهذا فيمن تعدى وأصر على ذلك. والموضع المأمور فيه بالعفو إذا كان الجاني نادما مقلعا. وقد قال عقيب هذه الآية: ” ولمن أنتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل “.

ويقتضي ذلك إباحة الانتصار لا الامر به، وقد عقبه بقوله: ” ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الامور “.

وهو محمول على الغفران عن غير المصر، فأما المصر على البغي والظلم فالافضل الانتصار منه بدلالة الآية التي قبلها.

وقيل: أي إذا أصابهم البغي تناصروا عليه حتى يزيلوه عنهم ويدفعوه، قاله ابن بحر.

وهو راجع إلى العموم على ما ذكرنا.

تفسير القرطبي – (ج 16 / ص 40)

وذكر أبو نعيم الحافظ عن علي بن الحسين رضي الله عنهم قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد أيكم أهل الفضل ؟ فيقوم ناس من الناس، فيقال: انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة، فيقولون إلى أين ؟ فيقولون إلى الجنة، قالوا قبل الحساب ؟ قالوا نعم قالوا من أنتم ؟ قالوا أهل الفضل، قالوا وما كان فضلكم ؟ قالوا كنا إذا جهل علينا حلمنا وإذا ظلمنا صبرنا وإذا سئ إلينا عفونا، قالوا ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.

تفسير القرطبي – (ج 4 / ص 207)

الثالثة – قوله تعالى: (والعافين عن الناس) العفو عن الناس أجل ضروب فعل الخير، حيث يجوز للانسان أن يعفو وحيث يتجه حقه.

وكل من استحق عقوبة فتركت له فقد عفي عنه.

واختلف في معنى ” عن الناس “، فقال أبو العالية والكلبي والزجاج: ” والعافين عن الناس ” يريد عن المماليك.

قال ابن عطية: وهذا حسن على جهه المثال، إذ هم الخدمة فهم يذنبون كثيرا والقدرة عليهم متيسرة، وإنفاذ العقوبة سهل، فلذلك مثل هذا المفسر به.

وروي عن ميمون بن مهران أن جاريته جاءت ذات يوم بصحفة فيها مرقة حارة، وعنده أضياف فعثرت فصبت المرقة عليه، فأراد ميمون أن يضربها، فقالت الجارية: يا مولاي، استعمل قول الله تعالى: ” والكاظمين الغيظ “. قال لها: قد فعلت. فقالت: أعمل بما بعده ” والعافين عن الناس “. فقال: قد عفوت عنك. فقالت الجارية: ” والله يحب المحسنين “. قال ميمون: قد أحسنت إليك، فأنت حرة لوجه الله تعالى.

وروي عن الاحنف بن قيس مثله.

وقال زيد ابن سلم: ” والعافين عن الناس ” عن ظلمهم وإساءتهم. وهذا عام، وهو ظاهر الاية.

وقال مقاتل بن حيان في هذه الاية: بلغنا أن رسول الله r قال عند ذلك: (إن هؤلاء من أمتي قليل إلا من عصمه الله وقد كانوا كثيرا في الامم التي مضت).

فمدح الله تعالى الذين يغفرون عند الغضب وأثنى عليهم فقال: ” وإذا ما غضبوا هم يغفرون ” [ الشورى: 37 ] وأثنى على الكاظمين الغيظ بقوله: ” والعافين عن الناس “، وأخبر أنه يحبهم بإحسانهم في ذلك.

ووردت في كظم الغيظ والعفو عن الناس وملك النفس عند الغضب أحاديث، وذلك من أعظم العبادة وجهاد النفس، فقال r : (ليس الشديد بالصرعة (المبالغ في الصراع الذي لا يغلب) ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).

سنن ابن ماجه – (ج 11 / ص 131)

3708 – عَنْ جُودَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r مَنْ اعْتَذَرَ إِلَى أَخِيهِ بِمَعْذِرَةٍ فَلَمْ يَقْبَلْهَا كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ خَطِيئَةِ صَاحِبِ مَكْسٍ 0

 حاشية السندي على ابن ماجه – (ج 7 / ص 121)

3708 – قوله ( ولم يقبلها ) لعل هذا إذا لم يظهر كذبه في المعذرة وخيانته

قوله ( مكس ) بفتح فسكون أخذ العشر والماكس العشار وفي الحديث لا يدخل صاحب مكس الجنة وبالجملة فينبغي للإنسان أن يقبل المعذرة مهما أمكن وفي الزوائد رجاله ثقات إلا أنه مرسل قال أبو حاتم جودان هذا ليست له صحبة وهو مجهول .

* * *

إحياء علوم الدين – (ج 2 / ص 34)

وقد قال الشافعي رحمه الله:من استغضب فلم يغضب فهو حمار ومن استرضى فلم يرضى فهو شيطان فلا تكن حماراً ولا شيطاناً واسترض قلبك بنفسك نيابة عن أخيك واحترز أن تكون شيطاناً إن لم تقبل قال الأحنف:حق الصديق أن تحتمل منه ثلاثاً:ظلم الغضب وظلم الدالة وظلم الهفوة 0

‏10‏/09‏/2010م // ‏الجمعة‏، 02‏ شوال‏، 1431هـ

اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة

1888 – حديث أنس ” بينما رسول الله صلى اله عليه وسلم جالس إذ ضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما الذي أضحكك ؟ قال رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة فقال أحدهما يا رب خذ لي مظلمتي من هذا ، فقال الله تعالى : رد على أخيك مظلمته . فقال : يا رب لم يبق لي من حسناتي شيء ، فقال الله تعالى للطالب : كيف تصنع بأخيك ولم يبق له من حسناته شيء ؟ فقال : يا رب فليحمل عني من أوزاري . ثم فاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء فقال : إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس فيه إلى أن يحمل عنهم من أوزارهم قال : فيقول الله تعالى – أي للمتظلم – ارفع بصرك فانظر في الجنان فقال : يا رب أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا أو لأي صديق أو لأي شهيد ؟ قال الله تعالى : هذا لمن أعطى الثمن قال : يا رب ومن يملك ذلك ؟ قال : أنت تملكه ، قال : بماذا يا رب ؟ قال : بعفوك عن أخيك ، قال : يا رب قد عفوت عنه ، فيقول الله تعالى : خذ بيد أخيك فأدخله الجنة . أخيك . ثم قال rاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة ” تخريج أحاديث الإحياء – (ج 4 / ص 388)  أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق والحاكم وقال صحيح الإسناد وكذا أبو يعلى الموصلي خرجه بطول وضعفه البخاري وابن حبان .

سنن أبي داود – (ج 13 / ص 78)

4273 – ح عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r َ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ

4274 – عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَمْ يَكْذِبْ مَنْ نَمَى بَيْنَ اثْنَيْنِ لِيُصْلِحَ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُسَدَّدٌ لَيْسَ بِالْكَاذِبِ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَى خَيْرًا

رياض الصالحين – (ج 1 / ص 89)

وعن ابن مسعود t قال: قال رسول الله r : ألا أخبركم بمن يحرم على النار – أو بمن تحرم عليه النار ؟ تحرم على كل قريبٍ هينٍ لينٍ سهلٍ. رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.

وقال تعالى: ” وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا، أَلا تَحِبُّونَ أن يَغْفِرَ اللهُ لَكُم ؟! ” النور: 22. وقال تعالى: ” وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنينَ ” آل عمران: 134. وقال تعالى: ” ولَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُور ” الشورى: 43. والآيات في الباب كثيرة معلومة.

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي r : هل أتى عليك يومٌ كان أشد من يوم أحدٍ ؟ قال: لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلالٍ، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت: إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين فقال النبي r : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً متفقٌ عليه.

الأخشبان: الجبلان المحيطان بمكة. والأخشب: هو الجبل الغليظ.

وعنها قالت: ما ضرب رسول الله r شيئاً قط بيده، ولا امرأةً ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيءٌ قط فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيءٌ من محارم الله تعالى، فينتقم لله تعالى. رواه مسلم.

وعن أنس t قال: كنت أمشي مع رسول الله r ، وعليه بردٌ نجرانيٌ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيٌ، فجبذه بردائه جبذةً شديدةً، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي r ، وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه، فضحك، ثم أمر له بعطاءٍ. متفقٌ عليه.

وعن ابن مسعود t قال: كأني أنظر إلى رسول الله r يحكي نبياً من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم، ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون متفقٌ عليه.

وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب متفقٌ عليه.

باب احتمال الأذى

قال الله تعالى: ” وَالكَاظِمِينَ الغَيظَ وَالعَافِينَ عَن النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحسِنِينَ ” آل عمران: 143، وقال تعالى: ” وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزمِ الأمُورِ ” الشورى: 43. وفي الباب: الأحاديث السابقة في الباب قبله.

رياض الصالحين – (ج 1 / ص 49)

وعن أبي هريرة t أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابةً أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمت على ذلك ،م ، والمل الرماد الحار: أي كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيهٌ لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن إليهم، لكن ينالهم إثمٌ عظيمٌ بتقصيرهم في حقه، وإدخالهم الأذى عليه، والله أعلم.

أدب الدنيا والدين – (ج 1 / ص 320)

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : { مَا ازْدَادَ أَحَدٌ بِعَفْوٍ إلَّا عِزًّا ، فَاعْفُوا يُعِزُّكُمْ اللَّهُ } .

وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : لَيْسَ مِنْ عَادَةِ الْكِرَامِ سُرْعَةُ الِانْتِقَامِ ، وَلَا مِنْ شُرُوطِ الْكَرَمِ إزَالَةُ النِّعَمِ .

صحيح البخاري – (ج 14 / ص 187)

4276 – أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ tا قَالَ قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ وَكَانَ مِنْ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ يَا ابْنَ أَخِي هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الْأَمِيرِ فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ قَالَ سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ هِيْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ r { خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ }

وَإِنَّ هَذَا مِنْ الْجَاهِلِينَ وَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ

‏19‏/09‏/2010م ‏الاحد‏، 11‏ شوال‏، 1431هـ

مقالات ذات صلة

إغلاق